4:36 م
الانتاج النباتي -
كتب الزراعة
كتاب : المرجع الشامل في أسس زراعة و إنتاج محاصيل الحبوب و البقول : الذرة - القمح - الشعير - الارز - الحمص - الفول ...
عدد صفحات الكتاب : 156 صفحة
في الممارسات الزراعية الحديثة، برزت زراعة البقوليات كخيار استراتيجي ومفيد للمزارعين. تُقدم المحاصيل البقولية، مثل البازلاء والعدس والحمص، فوائد جمة تتجاوز الاعتبارات الزراعية التقليدية. فيما يلي بعض المزايا الرئيسية للمزارعين الذين يختارون دمج البقوليات في دوراتهم الزراعية:
تثبيت النيتروجين:
تتمتع البقوليات بقدرة فريدة على تكوين علاقات تكافلية مع البكتيريا المثبتة للنيتروجين في عقيداتها الجذرية. تُثري عملية التثبيت البيولوجي للنيتروجين التربة بالنيتروجين، وهو عنصر غذائي حيوي لنمو النبات. ونتيجة لذلك، يُمكن للمزارعين تقليل اعتمادهم على الأسمدة النيتروجينية الاصطناعية، مما يُخفض تكاليف المدخلات ويُقلل من التأثير البيئي.
تحسين التربة:
تُحسّن المادة العضوية للبقوليات، التي تُنتجها بقايا البقوليات، بنية التربة، واحتباس الماء، وتصريف المياه. وهذا يؤدي إلى زيادة التنوع البيولوجي للتربة وتقليل تآكلها، مما يُوفر أساسًا مستدامًا للإنتاجية الزراعية على المدى الطويل.
تناوب المحاصيل ومكافحة الآفات:
يساعد إدخال البقوليات في دورات تناوب المحاصيل على كسر دورات حياة الآفات والأمراض التي تستهدف محاصيل محددة. تُقلل هذه الاستراتيجية الطبيعية لمكافحة الآفات من الحاجة إلى التدخلات الكيميائية، مما يعزز بيئة زراعية أكثر صحة واستدامة.
زيادة غلة المحاصيل:
تلعب البقوليات دورًا في تحسين الغلة الإجمالية للمحاصيل من خلال تأثيرها على خصوبة التربة. فمن خلال إثراء التربة بالنيتروجين وتحسين بنيتها، تُهيئ البقوليات ظروفًا مواتية لنمو المحاصيل اللاحقة في الدورة. وهذا يؤدي إلى تحسين الغلة وجودة المحاصيل بمرور الوقت.
تنويع مصادر الدخل:
تتيح البقوليات للمزارعين فرصة تنويع محفظة محاصيلهم. ويمكن تسويق هذه المحاصيل متعددة الاستخدامات لأغراض مختلفة، بما في ذلك الاستهلاك البشري، وعلف الماشية، وكسماد أخضر. لا يقتصر دور التنويع على توزيع المخاطر فحسب، بل يفتح أيضًا مصادر دخل جديدة للمزارعين.
القدرة على التكيف مع تغير المناخ:
تشتهر المحاصيل البقولية بقدرتها على التكيف مع مختلف المناخات وظروف التربة. فهي تنمو في بيئات متنوعة، مما يوفر للمزارعين خيارًا مرنًا في مواجهة أنماط الطقس المتغيرة وظروف النمو غير المتوقعة المرتبطة بتغير المناخ.
تعزيز الزراعة المستدامة:
من خلال تقليل الاعتماد على المدخلات الصناعية، وتعزيز التنوع البيولوجي، وتحسين صحة التربة، تتوافق زراعة البقوليات مع مبادئ الزراعة المستدامة. ويساهم المزارعون الذين يعتمدون زراعة البقوليات في نظام زراعي أكثر مراعاةً للبيئة وأكثر مرونة. يُمثل دمج المحاصيل البقولية في الممارسات الزراعية نهجًا شاملًا للزراعة المستدامة والمربحة. وتتجاوز الفوائد دورات المحاصيل الفردية، مما يؤثر إيجابًا على صحة التربة، وإنتاجية المحاصيل، ومرونة النظام البيئي الزراعي بشكل عام. وفي ظل التحديات المتغيرة التي تواجهها الزراعة، يبرز اعتماد البقوليات كاستراتيجية استشرافية للمزارعين الذين يسعون إلى تحقيق نجاح طويل الأمد.
تُعد البقوليات من أوائل المحاصيل المُستأنسة، حيثُ تُشير إلى نمط حياة الصيد والجمع مقارنةً بالتقنيات الزراعية . انتشرت زراعة البقوليات في المناطق التي كانت تُمارس فيها الزراعة، كما تشير الأدلة الأثرية إلى وجود البقوليات والحبوب معًا . تشير الأدلة إلى أن العدس كان يُزرع في الحضارات المصرية القديمة، كما تم اكتشاف بذور مُتفحّمة يعود تاريخها إلى 7000 إلى 8000 عام قبل الميلاد في تركيا . ...
---------------
----------------
ليست هناك تعليقات:
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.