4:19 ص
كتب الزراعة -
وقاية النبات
كتاب : المواصفات القياسية و التقييم الحيوي لمبيدات الآفات
عدد صفحات الكتاب : 178 صفحة
تُستخدم المبيدات الحشرية عالميًا في الزراعة والصناعة والصحة العامة والتطبيقات المنزلية، ونتيجةً لذلك، قد يتعرض جزء كبير من السكان لهذه المركبات. ورغم هذا الاستخدام الواسع، فإن المعرفة بالمخاطر الصحية المرتبطة بالتعرض لفترات طويلة محدودة، ولا تزال هناك شكوك كبيرة. لم تُسفر الملاحظات الوبائية على الإنسان حتى الآن عن معلومات قاطعة تُذكر، ويعود ذلك أساسًا إلى ضعف تقييم التعرض.
لذلك، تُعدّ المعلومات المتعلقة بنوع ومستويات التعرض أمرًا أساسيًا لفهم المخاطر على صحة الإنسان وتوصيفها بشكل أفضل. يمكن إجراء تقييم التعرض من خلال قياس التركيزات البيئية، وكذلك من خلال تحديد المادة الكيميائية أو مستقلباتها في أنسجة الجسم (الرصد البيولوجي). إلى جانب مؤشرات الجرعة الداخلية، يشمل الرصد البيولوجي أيضًا قياسات الآثار المبكرة الناجمة عن التفاعل بين العامل الكيميائي وجسم الإنسان. يتميز الرصد البيولوجي، مقارنةً بالرصد البيئي، بتحديد الجرعة الممتصة فعليًا عبر أي مسار ممكن: إذ يمكن مراعاة الاختلافات في الامتصاص، سواءً كانت ناجمة عن التباين البيولوجي أو عن استخدام معدات الوقاية. عندما يحدث، في بعض الحالات، مزيج من التعرض المهني وغير المهني، يمكن أيضًا أخذ ذلك في الاعتبار من خلال المراقبة البيولوجية
غالبًا ما تتضمن برامج المكافحة المتكاملة للآفات كلاً من المكافحة البيولوجية باستخدام المفترسات والطفيليات، واستخدام المبيدات. لذلك، من الضروري تقييم المخاطر التي تُمثلها استخدامات المبيدات على هذه الحشرات؛ ولا يمكن القيام بذلك إلا بشكل واقعي في ظل ظروف ميدانية تراعي العديد من العوامل ذات الصلة، مثل دورة حياة كل نوع وعاداته، وحساسيته لتركيبة المبيد، وتوقيت وطريقة الاستخدام، وحالة المحصول. قد تكون التجارب الميدانية، سواءً في البيوت الزجاجية أو البساتين أو المحاصيل الصالحة للزراعة، تجارب قصيرة الأجل، تُقدّر أعداد الآفات والمفترسات والطفيليات قبل وبعد المعالجة؛ أو ملاحظات طويلة الأجل لآثار استخدام المبيدات على هذه الأعداد.
ومع ذلك، فإن إجراء التجارب في المختبر، في ظل ظروف بيئية مُتحكم بها وفي قطع أراضي صغيرة، أمرٌ أساسي لفهم التفاعلات المُلاحظة أو المُتوقعة في الحقل. تقيس تقديرات السمية الحادة الحساسية النسبية لمبيدات الآفات البديلة، والانتقائية بين الأنواع الآفة والأنواع النافعة، والنشاط النسبي في مراحل مختلفة من دورة الحياة. وتحدد اختبارات أخرى آثار الجرعات غير المميتة، وخاصة على قدرة الأنواع على الاستمرار في التطفل والافتراس (أي "القدرة المفيدة")، وعلى طرق مختلفة لاستخدام المبيدات الحشرية.
---------------
----------------------
ليست هناك تعليقات:
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.