مذكرة: جرد النباتات الطبية المستخدمة في علاج داء السكري
نظرا للأضرار الجانبية التي تسببها الأدوية المصنعة كيميائيا واستخدام النباتات الطبية كبديل لكونها تتميز بغياب الجوانب السلبية ، فإن الغرض من دراستنا والمتمثل في جرد النباتات الطبية المستخدمة في علاج المرض مرض السكري في جنوب شرق الجزائر (الواد) ، مما أوضحت نتائج هذه الدراسة أن جميع الأعشاب المذكورة تؤدي إلى الشفاء التام ، وأن هذه الأعشاب متوفرة بشكل يومي لاستخدامها كغذاء. مما يجعل معظمها خالي من الأعراض الثانوية ، بالإضافة إلى إمكانية استخدامها في علاج العديد من الأمراض الأخرى مثل الصرع والربو والصداع… .. الخ.
منذ آلاف السنين، عرف الإنسان العديد من الأمراض وسعى دائما لعلاجها أو لتخفيف من آالامها، لذلك استخدم مختلف الموارد الموجودة في البيئة الطبيعية لعلاج جميع أنواع الأمراض ومن بينها التداوي بالنباتات وتسمى هذه النباتات بالنباتات الطبية. تحتل النباتات الطبية في العالم مكانة متميزة في الإنتاج الزراعي والصناعي، وتلقى اهتماما متزايدا في العديد من الدول سواء المنتجة أو المستوردة للنباتات الطبية. حيث تعد هذه الأخيرة المصدر الرئيسي للعقاقير والمواد الفعالة التي تدخل في صناعة الأدوية وتعكس الفوائد الطبية والعلاجية لهذه النباتات والتي لها القدرة على إنتاج نوع أو أكثر من المواد الفعالة كالقلويدات، الراتنجات، الفينولات، الزيوت الطيارة، الغليكوزيدات في عضو أو أكثر من أعضائها المختلفة كالساق الأوراق والأزهار، وتزداد أهميتها مع التقدم الحضاري وازدياد الحاجة إلى الدواء والتوسع في إستخدامه.
هناك العديد من الأسباب وراء الموجة الحالية من الإهتمام بالطب الشعبي، الخوف من العقاقير المصنعة أحد هذه الأسباب، كلنا نعلم أن الأدوية المصنعة لها آثار واضحة في العلاج، ولكننا نعلم أيضا ما لها من تأثيرات جانبية، في خلال حقبة زمنية واحدة تمت مراجعة نصف الأدوية التي أجازتها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بشأن أعراضها الجانبية الغير متوقعة ولكن هناك سبب آخر للاهتمام المتزايد بالأدوية الشعبية حيث تحتوي كل الأعشاب على الآلاف من المواد الكيميائية، فعند اختيار دواء عشبي، فإننا نتحصل على خليط من المواد الكيميائية، أما عندما نتناول عقارا صيدلانيا يحتوي على مادة واحدة فعالة اصطناعية، فسوف تساعدك فقط إذا كانت لهذه المادة فعالية مثبتة، وكان التشخيص سليما، ولكنها قلما تعالج مشاكل أخرى ثانوية، واتي قد يوجد لدينا الكثير منها. وتستعمل بعض النباتات الطبية أيضا في أغراض أخرى مثل التوابل، الزيوت الغذائية والزيوت العطرية التي تدخل في صناعة مستحضرات التجميل، العطور والمبيدات الحشرية مما زاد الاهتمام بهذه النباتات في كثير من دول العالم وبلادنا الجزائر. تعتبر الجزائر بلاد غنية جدا في أعشابها الطبية المتنوعة لما لها من مساحات واسعة ومناخات عديدة: بحرية، قارية، صحراوية، ولما تتمتع به من دفء وسطوع شمسي، وطقس جميل وتربة متنوعة وخصبة للغاية في معضمها. ولا شك أن لهذه المناخات والتربة أثر بالغ ليس فقط على شدة التنوع النباتي ولكن أيضا على تركيب النباتات وإعطائها المميزات الخاصة.
وقد دلت التجارب أن النباتات المناطق الصحراوية أكثر فعالية وأغنى من حيث العناصر المفيدة من نباتات المناطق الباردة. كما أثبتت الدراسات أن بالجزائر ما يقل عن 3500 نوع من النباتات ، وأن ما لا يقل عن 500 نبتة متداولة بين الأهالي في الطبابة ومعروفة لدى السكان إذا منها ما يقارب 100 عشبة طبية نجدها تباع لدى العشابين في الأسواق والدكاكين، حيث تستعمل هذه النباتات في علاج أو التخفيف من آثار العديد من الأمراض من بينها مرض السكري، الذي يعد من أكثر الأمراض انتشارا في العصر الحديث وأكثرها خطرا على حياة الإنسان، إذا أن مشكلة مرض السكري ليست بمجرد ارتفاع نسبة السكر في الدم فهو مرض يتغلغل في جسم الإنسان بصمت وببطئ لكنه يضرب بقوة.
ليست هناك تعليقات: