6:40 ص
الانتاج الحيواني -
مجلات و دوريات و أبحاث
تدبير الولادات عند الاغنام بالشرح المفصل : معلومات مهمة لكل مربي
- مقدمة
الولادة أو الوضع عند الأغنام هي اللحظة التي تلد فيها الأنثى مولودا أو أكثر. وهذا يقع بعد حمل يمتد في المعدل على 148 يوما ويتراوح بين 142 - 154 يوما. ويشكل الحمل مرحلة مهمة في دورة الإنتاج عند الأغنام. فخلال هذه المرحلة، على المربي أن يكون حاضرا باستمرار وحريصا على تقديم العون الضروري لانقاد أكبر عدد من الخراف. لهذا السبب، يجب أن تكون فترة السفاد محددة حتى تلد كل إناث القطيع في مدة زمنية قصيرة، ومن تم تقليص الحاجة إلى يد عاملة.
2 - ما العمل قبل الولادة؟
خلال فترة الولادات تصبح مراقبة النعاج التي تعيش داخل الزريبة ضرورية وهذا
كل 3 إلى 4 ساعات، لكن ليس خلال الليل لأن أي إزعاج قد يقدم وقت الولادة ببضع
ساعات. أما النعاج التي تذهب للمراعي، فيجب فحصها كل صباح قبل مغادرة الضيعة
كي نبقي على اللاتي على وشك الولادة لتضع في الزريبة. عمليا نقوم بتقسيم القطيع
إلى مجموعتين: مجموعة النعاج قريبة الوضع والأخريات. وهكذا نتمكن من الاقتصاد
في التغذية ومن المراقبة عن قرب.
إذا لاحظنا أن الولادة وشيكة الوقوع تستلقي النعجة على الأرض ثم تقوم، تحرك
ذيلها، تثغو باستمرار ، ندخل النعجة إلى خانة الولادة. تلد النعجة مولودها وهي ملقاة
على الأرض وعنقها مرفوع إلى أعلى، تتأوه وتصطك أسنانها. فعندما لا تكون هناك
أية تعقيدات، تلد النعجة بدون أية مساعدة وتستغرق مدة الولادة ما بين نصف ساعة
وساعة بعد خروج الكيس السابيائي أو ساعة إلى ساعتين بعد المخاض. أما عندما
تكون النعجة حاملا بتوائم، فالثاني يظهر بعد 10 إلى 15 دقيقة بعد ولادة الأول. أما إذا
كانت الولادة هي الأولى للنعجة أو كانت تحمل أكثر من جنين، فقد تستغرق عملية الولادة مدة أطول. نضطر إلى إسعاف النعجة عندما تكون متعبة أو يظهر جزء من المولود ولا تستطيع النعجة دفعه خارجا. يكون ظهر المولود في الوضعية الطبيعية عند الميلاد في جهة فقرات العجز ورأسه بين رجليه الأماميتين المتجهة نحو عنق الرحم. وقد بينت الدراسات أن 95 % من الولادات تتم بشكل طبيعي بحكم أن النعجة من بين الحيوانات الداجنة التي تملك حوضا أكثر اتساعا وتمطيطا. أما خروج المشيمة فيتطلب ساعتين إلى ثلاث ساعات بعد الولادة. وتظل المشيمة بأكملها ملتصقة بالرحم ولا يقذف بها خارجا إلا بعد خروج المولود الأول. أما في حالة التوائم، فخروج المشيمة يحدث بعد كل ولادة خروف. أما الحالات التي يكون الجنين في وضعية غير طبيعية، فتتطلب استدعاء الطبيب البيطري.
3 - ما العمل بعد الولادة؟
1-3 العناية بالمولود
أول ما يجب فعله بعد الولادة هو التأكد من أن الخروف يتنفس بشكل طبيعي وأن منخره غير مسدود بالمخاض أو يلفه الغشاء الرحمي. في بعض الحالات يتطلب الأمر دغدغة المنخر أو رفع المولود إلى أعلى من رجليه الخلفيتين والرأس إلى أسفل لتفعيل التنفس. مباشرة بعد ذلك يجب وضع الخروف بسرعة قرب أمه كي تقوم بلحسه والتعرف عليه. فمن خلال هذا اللحس والحركات البسيطة المصاحبة له، تنمو العلاقة بين الخروف وأمه. ومن الضروري مراقبة تصرف الأم في هذه اللحظة للتأكد من أنها تلحس خروفها وأن هذا الأخير يرضعها. إلا أن بعض النعاج التي تلد لأول مرة لا تتوفر على غريزة أمية متطورة.
إن الخراف حديثة الولادة ليس لها غطاء دهني يمكنها من الحماية من البرد. تتراوح
الحرارة الشرجية العادية عند المواليد بين 39 و 40 درجة. خلال الساعات الأولى من
ولادتها لا تستطيع الخراف ضبط حرارتها. لهذا السبب يتعين على المربي أن يعمل
على حماية المواليد لأن ما دامت الخراف مبللة فإن المساحة الكبيرة لجلدهم تجعلهم
أكثر حساسية للبرد. وكي يتمكنوا من تحمل الحرارة المنخفضة خلال البرد القارص، يتعين على المربي تنشيف الخراف سريعا بدعكهم بالتبن مثلا. وفي بعض الأحيان، يتم تسخينهم بواسطة مصابيح خاصة تحت الحمراء. فلا يطور الخروف نظامه الضابط للحرارة ويستطيع مواجهة التقلبات المناخية إلا بعد اليوم الثاني للولادة.
يعتبر الحبل السري بابا مفتوحا على مصراعيه لمرور الجراثيم إلى جسم الخروف محدثة دملا داخلية أو مشاكل في المفاصل. كل ما أمكن مباشرة بعد الولادة، نقوم بتقصير الحبل السري على طول لا يتعدى 5 سنتيمترات بواسطة آلة معقمة )مقص، سكين...(، ثم نقوم بدهنه وجوانبه بمحلول اليود الذي يقوم بتطهير المكان وتنشيفه )دون المغالاة في صب كميات كبيرة منه لأن رائحته قوية( وذلك بدفع الوعاء على بطن الخروف الذي هو مقلوب على ظهره. وللمزيد من الاحتياط، نعاود القيام بنفس العملية 12 ساعة بعد ذلك. إن الهدف من استعمال محلول اليود هو تطهير مكان الجرح وتسريع تجفيف الحبل السري، ومن تم تسهيل عملية اندمال الجرح. ووجب تغيير محلول التطهير المتواجد في الوعاء بعد استعماله لعشرة خراف.
يحتوي اللبأ على المضادات الحيوية التي تحمي الخراف ضد العوامل المعدية المشتركة للقطيع )الإطار 6(. لهذا السبب على الخروف أن يرضع اللبأ مباشرة بعد وقوفه على رجليه، أي خلال النصف ساعة الأولى من حياته. وإذا تعذر عليه الأمر ولم يتمكن لوحده الرضاع، وجب على المربي آنذاك مساعدته لأن قابلية الحاجز المعوي للاختراق من طرف المضادات الحيوية عند المولود تتناقص سريعا مع توالي الساعات، وتصبح هذه المضادات الحيوية منعدمة الفعالية بعد 16 إلى 24 ساعة الموالية للولادة. عمليا يجب أن يتناول الخروف ما يعادل نصف ليتر من اللبأ خلال 24 ساعة الأولى من حياته. لذا يجب التأكد من أن الخروف تناول فعلا حصته من اللبأ. عند بعض النعاج قد تكون فتحة الحلمة مشمعة نتيجة طول فترة النضوب Tarissement . لهذا وجب القيام بحلب النعجة كي يخرج ما بداخل قناة الحلمة من شمع أو أوساخ تغلقها، وكذا التأكد من سلامتها.
نلاحظ أن بعض النعاج تبعد خرافها عنها كلما حاولت الرضاع. فإذا قمنا بلمسة خفيفة للضرع، قد نجده محسوس لأنه مليء بالحليب. ففي هذه الحالة يجب حجز النعجة كي تتمكن من إرضاع صغيرها. وإذا ما ظل الضرع بعد الرضاع مملوء، نقوم بحلب الفائض من اللبأ لإزالة الضغط عن الضرع. وأما اللبأ المحصل عليه، فيتم تجميده بغرض إطعام الخراف اليتامى أو خراف النعاج اللاتي لا تتوفر عليه بالكمية الكافية. خلال الساعات الأولى الموالية للولادة، نرقم المولود بوضع قرط Boucle من البلاستيك أو المعدن( يحمل رقما تسلسليا على أذنه ونسجل بعض المعلومات في سجل الولادات مثل: الجنس، نمط الميلاد، تاريخ الميلاد، رقم النعجة الأم، وزن الخروف عند الميلاد وظروف الولادة )سهلة، صعبة، بمساعدة...(. عندما نريد وضع أقراط الترقيم، يجب مراعاة المكان الصحيح لوضع هذه الأقراط، أي بين الوريدين الظاهرين على الواجهة الخارجية للأذن.
هناك مجموعة من اللقاحات تطعم بها الخراف مباشرة بعد الولادة أو أياما بعدها. ومنها لقاح ضد مرض التهاب العضلة البيضاء )الميوباتي(. وعند بلوغ الخروف يومين إلى سبعة أيام، يمكن القيام ببثر ذيل الخروف )الإطار 7( في الاستغلاليات التي تعتمد هذه التقنية.
نبقي النعجة ومولودها في خانة الولادات من يوم إلى ثلاثة أيام. ويرتبط عدد أيام الإقامة في خانة الولادات بعدد خراف كل نعجة على أساس يوم واحد لكل خروف وحالتهم الصحية. وخلال هذه المدة، نقوم بمراقبة دائمة للنعجة وخرافها ثلاث أو أربعة مرات في اليوم للتأكد من سلامة الجميع وأن التجاوب حاصل بينهم. وعندما نرى أن الخروف يتمتع بحيوية ونشاط وأن جميع اللقاحات والعلاجات الضرورية قد أعطيت له، إذاك يمكننا نقله إلى مكان أرحب يسع ل 8 أو 10 نعاج وخرافها. ولتحضير الخانة لولادات قادمة، نباشر تنظيفها وتأثيثها بفراش من التبن النقي مباشرة بعد إخلائها.
الإطار 6: اللبأ Colostrum
اللبأ هو الحليب الذي تنتجه الأنثى مباشرة بعد الولادة، وهو غني بكل المواد الضرورية للخروف كي يكون في صحة جيدة وينمو بشكل سريع. إضافة إلى ذلك فهو غني بالمعادن والفيتامينات. كما يعطي الحرارة والطاقة اللتين تدفئان الخروف. عند الميلاد يكون المولود عرضة لمجموعة من الجراثيم المتواجدة في البيئة المحيطة به وكذا في أغنام القطيع. ولسوء الحظ، فالمولود يفتقد المضادات الحيوية للدفاع عن نفسه لأن مضادات الأم لا تمر عبر المشيمة إلى الجنين خلال فترة الحمل. لذا على المولود أن يكتسب هذه المضادات الحيوية للدفاع عن نفسه ضد الجراثيم وإلا سيتعرض للمرض وقد يموت. يكتسب الخروف حديث الولادة هذه المضادات الحيوية من خلال تناوله اللبأ في الساعات الأولى بعد ولادته )المناعة المطاوعة(. لهذا السبب يكون تطعيم النعاج في المرحلة الأخيرة من فترة الحمل )شهرا قبل الولادة( بلقاح ضد مرض تسمم الأمعاء ومرض التهاب العضل الأبيض مهما جدا، لأن المضادات الحيوية ضد هذه الأمراض ستتواجد في اللبأ. فمرور مناعة الأم إلى الخروف من خلال اللبأ هو في نفس الوقت إعطاؤه المضادات الحيوية التي طورتها النعجة من خلال لقاحاتها.
❏ أهمية اللبأ
كما أشرنا سابقا، يبقى الرضاع في الساعات الأولى من حياة الخروف مسألة جد مهمة وضرورية. فحين يكون الخروف مرهقا بسبب ولادة عسيرة أو حين يعجز عن رضاع أمه لوحده بعد ساعة أو ساعتين عن ولادته، هنا تستوجب المساعدة من لدن المربي وإن تطلب الأمر الحقن المباشر للبأ الدافئ بالمصبار الهضمي الذي يتراوح طوله بين 35 و 45 سنتيمتر. فرضاع اللبأ مسألة ضرورية بالنسبة للخروف خلال 16 إلى 24 ساعة الأولى من حياته كي يضمن امتصاص المضادات الحيوية التي يتوفر عليها اللبأ لأن الأمعاء تصير غير نفاذة بعد ذلك. تشكل كمية اللبأ التي يجب للخروف تناولها خلال 24 ساعة بعد ولادته 10 % من وزنه الحي. عمليا يجب أن يتناول كل خروف ما يعادل نصف ليتر من اللبأ خلال 24 ساعة الأولى من حياته. يجب أن يتناول نصف هذه الكمية خلال 4 إلى 8 ساعات الأولى بعد ميلاده. أما الخراف التي يتم إرضاعها بالرضاعة فيجب أن تتناول 40 ملليتر من اللبأ عن كل كيلوجرام من الوزن الحي، أي 100 إلى 150 ملليتر من اللبأ لكل خروف كل 6 ساعات خلال 24 ساعة الأولى بعد الميلاد. بعد الولادة نقوم بفحص ضرع النعجة لمعرفة كمية اللبأ والتأكد من كفايته لإرضاع الخراف. وإذا تبين لنا أن النعجة تفتقر إلى الكمية الكافية من اللبأ، يمكننا استعمال لبأ البقر أو الماعز. وإذا كنا نتوفر على لبأ مجمد، نضعه في إناء به ماء ساخن 40 درجة وليس مباشرة على النار لأن المضادات الحيوية قد تفقد فعاليتها، ثم نقدمه للخروف.
❏ صيانة اللبأ
تختلف كمية اللبأ وجودته من نعجة إلى أخرى. فالصغيرات تنتج لبأ قليل الكمية والمضادات الحيوية. فيما تنتج النعاج كميات كبيرة تكون غنية بالمضادات الحيوية التي اكتسبتها من خلال تعرضها لمختلف الجراثيم طول حياتها. فاللبأ الجيد هو الذي تنتجه النعاج المسنة السليمة داخل القطيع. وإذا ما توفر الإنتاج عند النعجة أو في حالة وفاة الخروف، نقوم بتجميد هذا الفائض من اللبأ على شكل مكعبات صغيرة. فتجميد لبأ النعاج اللاتي تضع في بداية موسم الولادات مهم جدا بحيث يمكن تقديمه للخراف التي ستولد خلال نفس الموسم. وعندما يتوفر لدينا لبأ من نعاج مختلفة، علينا خلط الكميات المتوفرة لدينا قبل القيام بتجميدها لأنه يحتوي على تشكيلة واسعة من المضادات الحيوية. كما أن لبأ نعاج الضيعة أفضل من لبأ نعاج ضيعة أخرى لأنه يحتوي على مضادات حيوية ضد جراثيم خاصة بالقطيع والضيعة. كما يمكننا تجميد لبأ الأبقار والماعز إذا ما توفر لدينا واستعماله في حالة الاحتياج. يمكن تخزين اللبأ بعد تجميده والاحتفاظ به لمدة سنة.
الإطار 7: بثر الذيل Caudectomie
تقتصر تقنية بثر الذيل بالمغرب على قطعان الانتقاء للسلالات الخالصة من أصول مستوردة. فلا تطبق هذه التقنية عادة عند خراف الجزارة أو الخراف المخصصة لعيد الأضحى التي يستحب أن تبقى سليمة. هناك أسباب عدة تدعو إلى تطبيق تقنية بثر الذيل ومنها:
■ سهولة السفاد حيث لا يجد الفحل صعوبة في التزاوج ويكون الإيلاج سهلا،
الشيء الذي لا يرهق الفحل ومن تم تكون الولادات متقاربة؛
■ تكون الخراف المقدمة للجزارة في أحسن حال ويستثمر الفخذ أكثر؛
■ محيط العجان غير ملوث بالبراز الذي يخلفه الإسهال وينثره الذيل؛
■ يبقى ضرع النعاج نظيفا مما يشجع الصغار على الرضاع.
تطبق تقنية بثر الذيل على الخراف القوية التي تتراوح أعمارها بين يومين وسبعة أيام، حيث تكون الشرايين في هذا السن أقل تطورا وخطر النزيف يكون محدودا. يتم انجاز هذه العملية بواسطة سكين أو آلة قطع الذيل أو بواسطة خاتم من الكاوتش المطاط... والتقنية الأقل إيلاما والأكثر تداولا هي تمرير الذيل داخل خاتم من الكاوتش المطاط الذي يوقف تدفق الدم في الذيل.
يجب أن لا يتم بثر الذيل عن آخره ولا أن يترك طويلا. الأفضل أن نبقي جدعة من الذيل طولها 3 إلى 4 سنتيمتر كي تحمي شرج الذكر وفرج الأنثى ضد حروق الشمس. فالمكان الذي يجب أن يتم فيه البتر يكون على مستوى المفصلة الأولى للعظم المتواجد تحت «الخلفية » الذي على الواجهة الداخلية للذيل. فضلا عن ذلك ومن باب الاحتراس، نقوم بتطعيم الخراف وقائيا ضد الكزاز. غير أن الحماية لا تكون آنية لأن المناعة لا تتم إلا بعد مرور 10 أيام على الأقل.
2-3 العناية المقدمة للنعاج
مباشرة بعد الولادة، نقوم يوميا بمراقبة إنتاج الحليب وهذا على امتداد الثلاثة أيام الأولى لمعرفة كمية الحليب، لأن بعض النعاج قد تنضب من أول يوم. فإن كانت كمية الحليب غير كافية لتغذية الخروف بالشكل الصحيح، نقوم بعملية التبني )الإطار 8( أو الرضاع الاصطناعي )الإطار 9(. إن غالبية النعاج قادرة على إرضاع خروفين بشكل صحيح. لكن عندما يكون العدد أكثر من ذلك يجب أن لا نتوانى في التضحية بأضعفهم لفسح المجال للخروفين القويين اللذين هما في أحسن حال. ويجب أن يتم هذا العزل خلال الساعتين أو أربع ساعات الأولى بعد الولادة. غالبا ما تكون النعاج عطشى بعد الولادة. لذا يجب توفير الماء الدافئ لها وبالكمية الكافية.
ويجب تسخين الماء في الأيام الباردة لأن الماء البارد قد يخفض من إنتاج الحليب. إضافة إلى توفير الماء النقي يجب توزيع كلأ جيد بدون تكملة غذائية بالنسبة للنعاج التي ترضع خروفا واحدا خلال الأيام الثلاثة الأولى، لأن بإمكانها إنتاج فائض من الحليب يكفي لإرضاع الخروف الذي لا زال ضعيفا. بالمقابل إذا كانت النعجة ترضع توائم، فإن التكملة الغذائية تكون ضرورية منذ اليوم الأول.
الإطار 8: تبني الخراف ) )Adoption des agneaux
التبني تقنية تفرض نفسها في حالات عدة:
■ الخروف اليتيم الذي توفيت أمه؛
■ الخروف المتخلى عنه من طرف أمه؛
■ لا تتوفر النعجة الأم على الحليب الكافي لإرضاع خرافها بشكل صحيح. التبني هو إسناد رعاية وإرضاع خروف لنعجة ليس وليدها بهدف خفض عدد النعاج الغير المرضعة وعدد النعاج اللاتي ترضع أكثر من خروفين. ففي كل الحالات، يبقى التبني أفضل من الرضاعة الاصطناعية. وللتبني تقنيات مختلفة معروفة يطبقها المربون وكلها تتفق على أن التبني فرصة لانقاد الخروف إذا ما تم التبني عند الولادة أو هم خروفا لم يتمم أسبوعه الأول. التقنية السهلة التي تحقق أعلى نسبة نجاح تكون مع نعجة على وشك الولادة، غير أن لها ضوابط يجب إتباعها:
■ يملأ طست بالماء الدافئ؛
■ يجمع السائل السابيائي للنعجة التي على وشك الولادة في طست آخر؛
■ في الوقت الذي تضع فيه النعجة مولودها، ينقع الخروف المتبنى في السائل السابيائي الذي استرددناه؛
■ إذا لم نتمكن من جمع السائل السابيائي، نغطس الخروف المتبنى حتى الرأس في الماء الدافئ، ثم نفرك الخروف المتبنى بالمولود الجديد، خاصة فوق الرؤوس وعلى مستوى المؤخرتين، وهما المكانين اللذين عادة ما تلحسهما النعجة؛
■ نقدم الخروفين في نفس الوقت للنعجة التي تقوم عموما بلحسهما وقبولهما. عندما نقوم بعملية التبني، لا نفرط في المولود الجديد. يجب علينا تنظيف منخره حتى يتمكن من التنفس. أما إذا توأمت النعجة المتبنية، فعلينا إيقاف إجراءات التبني حالا. وإذا تم غطس الخروف المتبنى في الماء، فعلينا إخراجه وتنشيفه سريعا.
إذا نجحت عملية التبني وكان الخروف المتبنى أكبر سنا من خروف النعجة المتبنية، نقوم بربط أحد رجليه الأماميتين مع إحدى رجليه الخلفيتين لنحد من حركاته. كما يمكننا ربط إحدى أرجل الخروف الجديد مع إحدى أرجل الخروف المتبنى. وإذا تجاوز الخروف المتبنى الثلاثة أيام، فإننا نخصص كل لبأ النعجة للمولود الجديد. يمكن للنعجة التي ازداد خرافها ميتين )مليص( أن تلعب دور الأم المتبنية. لذا نقوم بغطس الخروف المتبنى في ماء دافئ ممزوج بالملح والميلاص. نمسح بهذا الخليط رأس الخروف كذلك. مباشرة بعد نهاية لحس النعجة لرأس الخروف، تكون عملية التبني قد نجحت. وفي كل عمليات التبني، نضع النعجة والخراف في الخانة المخصصة للولادات حتى تمر عملية التبني بنجاح.
الإطار 9: الرضاع الاصطناعي Allaitement artificiel
يعتبر الرضاع الاصطناعي بديلا إذا ما تبين أن إنتاج الحليب عند النعجة غير كاف لإرضاع خرافها بالشكل الصحيح. على العموم نلاحظ هذا عند الرخلات أو النعاج التي وضعت خروفين أو أكثر. هنا على المربي أن يقرر خلال الساعتين أو الأربع ساعات الأولى الموالية للولادة، من الخروف من بين الخراف المزدادة من نفس النعجة الذي سيستفيد من الرضاع الاصطناعي. عادة ما نختار الخروف الأضعف، حيث إذا ظل جميع الخراف مع أمهم سيكونون مرهقين أكثر ممن يستفيدون من الرضاع الاصطناعي، وبالتالي سيظلون بطيئين في نموهم وعددهم لن يغني عن جودتهم. كما أن الرضاع الاصطناعي يفرض نفسه كذلك في حالة وفاة نعجة وتركت خروفا يتيما أو عندما يتم التخلي عن خروف من طرف أمه. ففي كل الحالات، يبقى الرضاع الاصطناعي بديلا عندما يتعذر التبني أو يكون مستحيلا. فحين نقرر اعتماد الرضاع الاصطناعي، علينا اتخاذ بعض التدابير اللازمة:
■ يجب إعطاء اللبأ للخروف قبل إبعاده عن أمه؛
■ يجب إبعاد الخروف عن مرأى ومسمع أمه؛
■ كيفما كانت طريقة الإرضاع المستعملة، يجب مساعدة الخروف لكي يتعلم
الرضاعة؛
■ حين يتعلق الأمر بإرضاع جماعي، يجب تفريق الخراف الكبار عن الصغار لأن
الأخيرة قد يتم استبعادها؛
■ يجب تطعيم الخراف ضد مرض تسمم الأمعاء خمسة عشر يوما بعد الولادة؛
■ تبدأ التغذية التكميلية في الأسبوع الثاني من عمر الخروف؛
■ يقدم دائما ماء نقي وطري حتى في فصل الشتاء للخراف؛
■ لا يجب توزيع الكلأ خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من عمر الخروف.
■ يكون توقيف الحليب البديل عند بلوغ الخروف أربعة أسابيع إلى ستة أو عند
بلوغه 12 كيلوجرام من الوزن. بمعنى حين يبدأ في استهلاك الغذاء بكميات كبيرة. يمكننا إطعام الخراف بحليب بديل من الماعز وحتى الأبقاريحتوي حليب البقر على كميات أقل من الدهون مقارنة مع حليب النعاج. يحتوي الحليب البديل المخصص للخراف على 30 - 32 % من الدهون، و 22 - 24 % من البروتينات و 22 - 25 % من اللكتوز. غير أن الحليب البديل الموجه للعجول تختلف تركيبته، لذا يمنع استعماله لدى الخراف.
ترضع الخراف أمهاتها بشكل طبيعي ما بين 25 و 40 مرة خلال 24 ساعة، وبالتالي على المربي أن يحرس على إرضاع الخراف الخاضعة للرضاعة الاصطناعية كل أربع ساعات، أي ما يعادل 6 رضعات في اليوم طيلة الأسبوع الأول، ثم كل 6 إلى 8 ساعات من بعد حتى الفطام. في البداية يقدم للخروف نصف ليتر من الحليب تقريبا، وهذا كاف وموزع بين الرضعات. وفي كل رضعة، يجب ترك الخروف يستهلك ما يحتاجه دون إرغامه بأي طريقة عندما يتوقف عن الرضاع. وفي نهاية الأسبوع الثاني، يمكنه استهلاك ما يعادل ليتر واحد في اليوم خلال أربع رضعات.
بعد ذلك، ترتفع الكمية المستهلكة. ومع توالي الأيام يمكن رفع الكمية المستهلكة. أما الحليب الذي يقدم على الخاطر )خدمة حرة(، فيجب أن يحافظ على حرارته الطرية. أما الخراف التي نقوم بإرضاعها بالرضاعة، فيجب أن يكون الحليب دافئا. بالمقابل إذا كان عدد الخراف قليلا، فيمكن استعمال رضاعة واحدة في الرضاع الاصطناعي يستعمل بعض المربين قنينة مجهزة بمصاصة . أما إذا كان عدد الخراف كبيرا، فمن العملي استعمال نظام الرضاع الجماعي وهو عبارة عن جهاز به مجموعة من المصاصات تمكن من التغذية على الخاطر على أساس مصاصة لكل 4 أو 5 خراف. لكن السطل المجهز بمصاصات مثبتة في ثقب بأسفله يشكل جهاز الرضاع بأقل ثمن. وكي يبقى الحليب طريا، نضع في السطل قنينة بها ماء مثلج.
4 - ما العمل خلال فترة الرضاعة؟
لسد احتياجات الخراف من الحليب يجب تغذية النعاج بشكل صحيح خلال ستة أو ثمانية أسابيع الأولى من فترة الرضاع. كما يجب أن تكون هذه التغذية غنية وذات جودة عالية. ترتبط التكملة الغذائية التي نقدمها بعدد الخراف عند كل نعجة. عمليا نقوم بعزل النعاج ذات الخروف الواحد عن النعاج ذات التوائم أو أكثر، لأن هذه الأخيرة تحتاج إلى تغذية إضافية. فبالإضافة إلى المراعي أو الحشيش الموزع على القطيع، تحتاج النعجة ذات الخروف الواحد إلى 500 جرام من الحبوب في اليوم، بينما اللاتي لهن أكثر من خروف فتحتاج إلى 700 جرام إلى كيلوجرام واحد من الحبوب في اليوم. وتتناقص هذه الكمية تدريجيا عندما تصبح الخراف قادرة على استهلاك الغذاء الصلب. وحينما تبلغ الخراف ستة أسابيع، نوقف التغذية التكميلية عند النعاج ونوجهها إلى الخراف، لأنه من الأفيد تحويل الغذاء إلى ربح في الوزن عند الخروف مباشرة عوض تحويله إلى حليب عند النعاج ليتحول بعد ذلك إلى وزن عند الخروف. خلال فترة الرضاع، نقوم بفحص دوري للنعاج تفاديا للإصابة بمرض التهاب الضرع، كما نراقب الخراف لنتأكد من أنها تتغذى بشكل جيد. وقبل الفطام بعشرة أيام، نقلص كمية الغذاء التكميلي الموجه للنعاج، ثم نوقفه كليا خمسة أيام قبل الفطام، فيما تبقى هذه التكملة عند الخراف. والهدف من هذا الإجراء هو تفادي ظهور مرض التهاب الضرع عند النعاج بعد الفطام.
5 - المدة بين فطام الخراف و سفاد النعاج
عندما تنتهي عملية الفطام نباشر عملية الإبعاد التي تشمل النعاج الغير مؤهلة للبقاء
داخل القطيع لسبب أو لآخر. ثم نعالج باقي القطيع ذكورا وإناثا ضد الطفيليات الداخلية.
من الواجب على التغذية الموزعة للنعاج خلال المدة التي تمتد من الفطام إلى السفاد من تمكينهن على استعادة الوزن الذي فقدنه خلال فترة الرضاع، لكن بدون أن نسقط في السمنة. أما الرخلات اللاتي أفطمت، فيخضعن مرة أخرى لنظام غذائي خاص بالنمو للوصول لذروة النمو والإنتاج. في هذه الفترة كذلك، نختار أفضل الذكور والإناث لتجديد القطيع ونجمعهم حسب الجنس. أما باقي الخراف، فتوجه للسوق بعد تسمينهم أو دون ذلك بعد بلوغهم الوزن المطلوب من طرف المربي. وقبل ضياع أقراط الترقيم، يتم وشم خراف التجديد داخل الأذن بكلابة بها صفيحتان؛ واحدة ملساء تكون خارج الأذن، فيما الصفيحة الأخرى تكون مقسمة إلى خانات توضع داخلها أرقام مسننة. فنضغط على الكلابة، فتغرز الأرقام أسنانها داخل الأذن، ثم ندلك مكان الوشم لبعض التواني. وبعد أيام قليلة تظهر الأرقام زرقاء مطبوعة على الأذن.
ليست هناك تعليقات: