المكتبة الزراعية الشاملة

المكتبة الزراعية الشاملة مكتبة تزخر بجميع الكتب التي تهتم بالزراعة و البيئة و البيولوجيا و هي فريدة من نوعها كونها الاولى في النت في هذا المجال .

كتاب : تغذية النبات في الأراضي الصحراوية تحت نظم الري الحديثة

 


كتاب : تغذية النبات في الأراضي الصحراوية تحت نظم الري الحديثة




إن تأثير الرى على إنتاجية العديد من الأراضى كان قاسيًا للدرجة التى تشكك فى مدى إمكانية إستمرار عمليات الرى فى الأراضى الجافة لمدة طويلة . ويرجع السبب فى هذا غالبًا إلى التغيرات التى تحدث فى التربة نتيجة للرى ، وأهمها إرتفاع مستوى الماء الأرضى وملوحته ، علاوة على تمليح طبقة إنتشار الجذور السطحية . والأمثلة عديدة لهذه الظاهرة فى كل المناطق المروية فى أمريكا وآسيا وأراضى ما بين النهرين دجلة
والفرات وأراضى وادى النيل ودلتاه . والكل يعرف أننا أصبحنا لا نستطيع الإستمرار فى الزراعة الجيدة فى الوادى والدلتا إلا بعد إنشاء شبكة متكاملة من الصرف الزراعى الفعال للأراضى المروية ، بعد أن وصل مستوى الماء الأرضى إلى العمق الحرج والملوحة الحرجة ، وإنعكس ذلك على ملوحة قطاع التربة الذى أصبح محتواه الملحى فى حدود 5,0 % فأكثر بعد أن كان لا يتعدى 25,0 . % ولقد أدى تراكم الخبرة والمعرفة عند المصريين منذ إنشاء نظام الزراعة المعتمدة على الرى المستديم إلى تأكيد صلاحية الزراعة المستديمة فى المناطق الجافة وشبه الجافة ، إذا أحسن إختيار نوع
التربة وماء الرى والمحصول المنزرع ، علاوة على الإدارة الزراعية الجيدة .



 ويعتبر الصرف هو مفتاح الإدارة الجيدة والذى يجب أن أن يتمشى جنبًا إلى جنب مع الرى لحل المشاكل التى تنشأ فى قطاع التربة نتيجة للرى . ولما كانت التغيرات التى تحدث فى التربة نتيجة للرى المستديم عديدة ومتداخلة ، فمن المهم أن نتفهم حقيقة هذه المتغيرات خصوصًا المتغيرات ا لأساسية وهى :
1 - التغيرات الطبوغرافية .
2 - التغيرات فى الخواص الطبيعية للتربة .
3 - التغيرات فى الخواص الكيماوية للتربة .
4 - التغيرات فى الخواص البيولوجية للتربة .
5 - التغيرات التى تحدث فى التربة تحت إدارة رديئة للمزرعة .


يقتضى الأمر عند تجهيز الأرض للزراعة أن تمهد التربة والعمل على تسويتها خصوصًا عند الزراعة تحت نظام الرى بالغمر ، بل أن التسوية التامة هى شرط أساسى للرى بالغمر حتى يمكن زيادة كفاءة هذا النوع من الرى مع الغسيل . وتجرى التسوية عادة بإستعمال الآلات الثقيلة حيث تصل نسبة الحفر والردم Fill and Cut إلى
حوالى 400 – 600 م للفدان مما يستحيل معه إستعمال الوسائل التقليدية ، مثل القصابية البلدية التى تجرها الثيران . ويؤدى إستعمال هذه الآلات إلى إجراء التسوية بطريقة ممتازة إلا أن تأ ثيرها الجانبى قد يصل إلى هدم بناء التربة خصوصًا لو كانت مبتلة قبل التسوية ، علاوة على خفض خصوبة قطاع التربة نتيجة للكشط وظهورالطبقات التحت سطحية .


من هنا لا ينصح عند التسوية بكشط أكثر من 10 % من سطح التربة وبعمق لا يتجاوز 20 – 30 سم حتى لا يؤثر خفض خصوبة التربة الجديدة علي تكلفة اعادة خصوبة القطاع ثانية بإضافة كميات غير اقتصادية من الاسمدة العضوية والكيماوية . وعموما فأن مدى التعديل وآثاره يتوقف على ماهية قطاع التربة البكر قبل التسوية من حيث تجانسة مع العمق وغياب اي طبقات صماء او مندمجة قريبه من السطح .


اما وقد تغيرت تكنولوجيا الري بالمناطق الصحراوية الخفيفة من ري بالغمر بما تحمله المياه من مواد صلبة الي ري بالرش والتنقيط بمياه مرشحه خالية بدرجة كبيرة من المواد الصلبه العالقة , فأن فاعلية هذا العامل قد انخفضت بدرجة تقرب من العدم .
تعتبر عملية اضافة الطمي الناتج من تطهير الترع والمصارف الي الاراضي الرملية الجديدة بغرض تحسين القوام احد الممارسات التي لاقت رواجًا فى بداية عمليات زراعة الصحراء , وسرعان ما تخلي عنها المزارعون لإعتبارات كثيرة اهمها ارتفاع التكلفة , وحظر التجريف وقلة الفائدة او العائد من العملية ككل . وقد كان الغرض الاساسي منها ليس تعديل القوام فى حد ذاته وإنما لما لذلك من أثرعلي رفع قدرة الطبقة السطحية علي الاحتفاظ بمياة الري في الاراضي الرملية . وقد بذلت محاولات للاستعاضه عن الطمي بمحسنات كيماوية اخري ولكنها لا تزال في مرحلة التجريب واقتصادياتها غير مشجعة .





---------------------
----------------------------


مشاركة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ المكتبة الزراعية الشاملة 2020 ©