1:07 م
الانتاج الحيواني
أسرار نجاح تربية الأغنام : كيفيات و طرق علاج الخُراج في الأغنام
أكتب حسب اطلاعي، وما رأيت في الميدان، وبأسلوب بسيط أما التفسير والبسط العلمي فموجود عند أهل الاختصاص.
* الخُراج: تجمَّع وتكاثر لنوع معين من البكتيريا في منطقة بالجسم وفي الغالب سطحية، وهذا يجعل جهاز المناعة بالجسم يكافحها ويحاصرها فينتج عنه تورم وصديد )بكتيريا وكريات دم بيضاء وانسجة ميتة( يكبر ويبدأ بالبروز نحو سطح الجلد لينفتح ويتخلص الجسم منه )وقد يتكون الخُراج داخل الجسم مث في اللحوم والرئة والكبد ونحوها(.
أنواع الخُراج: من دون الدخول بالتفاصيل والأنواع العلمية هناك نوعين شاهدتهما من الخُراج:
1 ) خُراج يظهر بالضأن: هذا النوع كبير ويشاهد وينتشر بكثرة بين الأغنام النجدية
والحرية والسواكن ويصعب انتشاره بين الماعز والنعيم )النعيم والماعز عندها
مناعة من هذا النوع حسب ما شاهدت(.
2 ) خُراج يظهر بالماعز: هذا النوع أصغر من الأول وينتشر بين الضأن والماعز
وهذا النوع أقل تواجدًا من النوع الأول.
لذا احيانًا ينتشر الخُراج بين الأغنام النجدية ومعها ماعز أو نعيم فلا يوجد فيها إصابات بسبب أن الماعز والنعيم عندها مناعة من النوع الأول، وقد نجد بعض القطعان من الماعز أو النعيم منتشر بينها الخُراج بسبب أن الخُراج من النوع الثاني )هذا الكلام يحتاج بحث علمي(.
طُرق انتشار الخُراج:
1 ) العدوى: بين الأغنام أو من الحظائر الملوثة )الجدران والمعالف والأرض(؛ فانفتاح الخُراج بين الأغنام وخروج الصديد يلوث الأغنام والحظائر ببكتيريا الخُراج المعدية ويصبح المكان بيئة معدية لفترة طويلة وغالب انتشار الخُراج لهذا السبب.
2 ) التغيير بالأعلاف المركزة: فعدم التدرج عند التغيير بين الأعلاف المركزة )شعير، مركبات شركة 1، مركب شركة 2 .. إلخ(، وكذلك عدم التدرج عند زيادة أو إدخال الأعلاف المركزة؛ يُحفز الخُراج على الخروج )وقد يكون ذلك بسبب انشغال الجسم بمتغيرات الهضم؛ فتنتهز بكتيريا الخُراج الفرصة(، وتزيد الحالات مع وجود العدوى والقابلية الوراثية كما في الضأن النجدي، وكثيرًا ما نشاهد خروج الخُراج ابتدأً بهذا السبب.
وهنا يشتكي بعض المربين من أن بعض المركبات يُسبب الخُراج؛ فأقول قد يكون السبب أن المربي أخطأ بعدم التدرج مما حفز خروج الخُراج، أو قد يكون السبب أن بعض الشركات لا تتقيد بتركيبة محددة للمركب والمهم عندهم نسبة البروتين.
3 ) أخطاء الحقن: بعدم مراعاة شروط الحقن الصحيحة أو تعليمات شركة
الدواء مثل استخدام الإبر الملوثة أو دخول كمية من الهواء مع الحقن أو زيادة
كمية المحقون في منطقة واحدة أو الخطأ في مكان الحقن )تحت الجلد - عضل
- وريد( ونحو ذلك كل ذلك قد يحول مكان الحقن إلى خُراج.
ملاحظة: الحالة الثاني والثالث قد ينشأ الخُراج منها وليس في القطيع حالات
سابقة من الخُراج وإذا انفتح يصبح معدي لباقي القطيع.
علاج الخُراج:
- الخُراج في البداية يكون قاسي متورم وليس فيه صديد ثم يستوي ويكون لين
وبداخله صديد.
- إذا كان لينًا وبداخله صديد، وتستطيع معرفة ذلك اما باللمس أو بمشاهدة تساقط الشعر من على قمة الخُراج أو تسحب من وسطه ببرواز وترى هل فيه صديد، وإذا كان كذلك افتح الخُراج خارج الحظائر بموس معقم أو بمسمار محمى على النار )الخرق أفضل في الأماكن الحساسة مثل في الضرع أو تحت الإذن فيخرق من أسفل وهو الأهم ومن أعلى إذا تيسر( ثم ينظف الخُراج من الداخل والخارج بماء فيه ملح )كثير( أو بمحلول اليود أو ماء الأكسجين )ماء الأكسجين جيد في حال الجروح العميقة( ونسحب ببرواز وندخله داخل الخُراج ثم نخرج الصديد بالضغط إلى أن ينظف، ثم نبخ ببخاخ ازرق وندفن
بواقي الخُراج في مكان بعيد عن المراح )فهي معدية وقد ينقل العدوى الذباب
ونحوه(، ونعزلها لوحدها إلى أن يجف الجرح ونحقن المصاب بنسلين )مث الإنجليزي طويل المفعول 5 LA مل يومًا بعد يوم ثلاث مرات(.
ملاحظة حول علاج الخُراج:
- لا يمكن علاج الخُراج بعد تكون الصديد بداخله إلا بعد الفتح والتنظيف، والبنسلين ونحوه لا يفيد إذا تكون الصديد.
- إذا لم يتكون الصديد داخل الخُراج فإن الخُراج لم يستوي ولا يمكن فتحه وتنظيفه، لذا قد يفيد حقن المصاب بالبنسلين إذا كان في بداياته.
الخُراج القاسي قبل تكون الصديد إذا دهن بمرهم اليود )مرهم وريم الضرع( فإنه سوف يستوي أسرع بإذن الله، وإذا حقن المصاب بالبنسلين فقد يزول وقد يتأخر استوائه والأفضل تركه حتى يستوي )يتكون الصديد بداخله( ثم ينظف ويعالج.
للوقاية من الخُراج:
- التحصين عن السل الكاذب وهو يقي بإذن الله لمدة سنة وأفضل النتائج إذا حصن من الصغر.
- حقن بنسلين طويل المفعول LA كل شهر إلى شهرين بكورس 2- 3 مرات يومًا بعد يوم، وهذ جيدة لوقاية الخرفان المعدة للتسمين )مثل خرفان الضحايا النجدية( لكن انتبه لفترة تحريم اللحوم في البنسلين )لا داعي لحقن البنسلين إذا كنت محصن عن السل الكاذب(.
تنبيه: تجنب استخدام هذه الطريقة على الأغنام المعدَّة للإنتاج إلا في حالات مكافحة العدوى؛ فالمضادات يلزم التعامل معها بحذر في التربية الطويلة.
- الابتعاد عن مسببات الخُراج المذكورة سابقا.
* الشعير ليس مسبب للخراج بذاته وأيضًا المركب، بشرط عدم التغير في التركيبة الداخلية للمركب.
* دائما تنتشر الخُراجات بعد أزمات الشعير بسبب تغيير المربون للأعلاف، فلا يجد شعيرًا ثم يعلف مركبًا أو لا يجد مركبًا ثم يعلف شعيرًا أو لا يجد مركب الشركة 1 فيعلف مركب الشركة 2 وهكذا.
* التدرج مهم عند إدخال الأعلاف المركزة أو تغييرها، وكلما كانت المدة أطول كان أفضل على أن لا يقل التدريج عن 9 أيام، فمثلا يكون الإدخال أو التغيير على مراحل فنبدأ بالربع ثم بعد ثلاثة أيام النصف ثم بعد ثلاثة ايام ثلاثة أرباع ثم بعد ثلاثة أيام الكل، والأفضل التدرج في كل مرحلة )بالتغيير نضيف من العليقة الجديدة وننقص من القديمة إلى أن يتم التغير كاملا(، وكما قلنا التدرج بإذن الله يقي من الخُراج وأيضا يقي من التسمم المعوي ومشاكل الهضم.
* احرص على الاستقرار في التعليف والأعلاف قدر المستطاع؛ فهما أساس
السلامة والصحة للقطيع.
* الخُراج إذا لم ينفتح فهو غير معدي لكن انتبه قد ينفتح بأي وقت.
* غالبًا الخُراج لا ينفتح من نفسه إلا بعد استوائه وزوال بقعة كبيرة من الشعر في
قمة الخُراج لكن وصول الخُراج هذه المرحلة من الإهمال وتعريض القطيع للخطر.
* إذا انفتح الخُراج بين الأغنام فقد يكلفك ذلك الكثير؛ فتكون الحظيرة وما فيها ملوثة ببكتيريا الخُراج المعدية، لذا عليك بإخراج المصاب وعلاجه كما ذُكر وإزالة أثار الصديد على الحظائر والأغنام ثم تطهيرها بمطهر قاتل للبكتيريا مثل اليود والديتول )مبيد الطفيليات الخارجية لا يُطهر، يعني لا يقتل بكتيريا الخُراج بل هي مواد تقتل الطفيليات فقط مثل الجرب والقمل(.
* بكتيريا الخُراج إذا كانت موجودة في الحظائر أو بين الأغنام حتى لو لم تظهر أعراضها فإن بمجرد تغيير الأعلاف تنشط وتعاود الظهور، وقد تُحدث عاصفة من الإصابات، بخلاف الحظائر أو الأغنام التي لا يوجد فيها بكتيريا الخُراج فإنها لن تتأثر كثيرا بإذن الله، ولو ظهر فيها يخرج بسيط تحت الإذن لكن عليك بالمسارعة في علاجه حتى لا تنتشر العدوى.
* خروج الخُراج دائما في أغنامك يدل على وجود بكتيريا الخُراج في مراحك؛ فتفحص دائما قطيعك من الإصابات وعالج المصاب أول بأول ولا تغير بالأعلاف وأهتم بالتطهير وبإذن الله سوف ينقطع الخُراج بحول الله وقوته، ويحتاج ذلك إلى صبر ووقت.
* بعض سلالات الأغنام مثل الأغنام النجدية والحرية والساكنية عندها قابلية
وراثية لخروج الخُراج، وقد يخرج فيها بدون سبب واضح، بخلاف الماعز والنعيم فهي أكثر مناعة ويقل فيها خروج الخُراج، وليس غريب أن نرى ماعز أو نعيم منتشر فيها الخُراج )رأيت قطعان من النعيم والماعز مصابة بالخُراج حتى في بعضها يندر أن لا ترى مصاب لكن كما قلت ينتشر فيها نوع معين من الخُراج(.
* أخيرا أقول إذا التزم المربي ببرنامج واحد للتعليف يعني مثل شعير وبرسيم
أو مركب الشركة 1 وبرسيم أو مركب الشركة 2 وبرسيم، وكذلك عالج المصابات لوحدها مع الحرص على عدم انفتاح خُراج بين القطيع؛ فبإذن الله لن تُصب حتى لو كانت من سلالات عندها قابلية لخروج الخُراج أو كانت بكتيريا الخُراج موجودة، وإن خرج فقليل وعلى فترات متباعدة ولا بدَّ من العلاج كما ذُكر والتطهير، وهناك قطعان أغنام نجدية وحرية وساكنية لا يوجد فيها خُراج بسبب التزام مُربيها بذلك.
ليست هناك تعليقات: