6:02 ص
الاقتصاد الزراعي -
الانتاج النباتي -
كتب الزراعة
كتاب : الزراعة في الوطن العربي
تأيلف : ا. هيفاء غازي عمران
عدد صفحات الكتاب : 182 صفحة
يشهد عالم اليوم تطوراً تكنولوجيا لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية . وقد طال
هذا التطور القواعد الأساسية للحياة ، بهندسة وتحوير الجينات الوراثية للنبات والحيوان
، بل وحتى الانسان . وأمام الطلب المتزايد على الغذاء والألياف والدواء لسكان الأرض المتزايد عددهم باستمرار، فقد كان لابد من استكشاف الجوانب الوراثية للنباتات ، قصد الرفع من إنتاجية المحاصيل وجعلها أكثر قدرة على مقاومة الآفات والصعوبات البيئية المتعددة ، وخصوصاً الجفاف المتصاعد بفعل تغير المناخ.
ويبقى التنوع الحيوي والوراثي الذي حبى الله به الطبيعة كنز يدعم ويضمن استمرار الحياة على وجه البسيطة ، ويؤمن توفير وتطور وملائمة حاجيات النبات والحيوان والإنسان . ويعتبر الوطن العربي منشأ وموطناً أصلياً لأعداد كبيرة من الأنواع والسلالات الرئيسية المستخدمة في التغذية وإنتاج الألياف والمواد الصيدلية على الصعيد العالمي . غير أن هذا التنوع يعرف اليوم تحديات لم يشهدها في تاريخه، تهدد بتقليصه ، وربما انقراضه ، بفعل عوامل شتى منها سوء الاستغلال وتدمير الأنظمة البيئية الطبيعية والسعي المستمر إلى الاعتماد على أصناف وسلالات مطورة أو مهجنة وحتى محورة وراثياً .
لمواجهة هذه التحديات عمل المجتمع الدولي أقطاراً ومنظمات ومراكز إقليمية ودولية على بناء البرامج والمنشآت للمحافظة على الموارد الوراثية النباتية ، خاصة منها المتعلقة بالأغذية والزراعة ، موقعيا في الحقول والبراري وفي بنوك الجينات وصيانتها وترشيد تدبيرها واستدامة الانتفاع منها . مع ذلك استغلت بعض الشركات كون الموروث الجيني بقي إلى وقت وجيز مشاع لتتملك بعض الأصناف والسلالات النباتية ، وتحرم أصحابها الأصليين من حقوقهم وإطلاق بعض السلالات المحورة وراثياً دون ضوابط ، مما قد ينشأ عنه أضراراً على التنوع الحيوي وعلى صحة الإنسان .
أمام هذه التطورات المتلاحقة ، السريعة والخطيرة ، بدأ المجتمع الدولي بإتخاذ
مجموعة من الاحتياطيات على شكل اتفاقيات ومعاهدات وبروتوكولات تضمن الحفاظ
على الأصول الوراثية وتنميتها بصفة مستدامة والمشاركة في الانتفاع بها ، مع ضمان حقوق المزارعين والمربين والمجتمعات المحلية والدول . ورغم أن معظم الدول العربية قد صادقت على اتفاقية التنوع الحيوي وبعضها شارك في إعداد البروتوكولات والمعاهدات الخاصة بحماية وتبادل الأصول الوراثية وبروتوكول السلامة الاحيائية مع مصادقة العدد القليل منها عليها ، إلا أن الاهتمام بشأن هذه الموارد والعمل على ضمان الحقوق المشروعة عليها من طرف الدول العربية لا يزال يتلمس طريقه ولم يشهد بعد انطلاقته الصحيحة ، مما قد يفوت على الوطن العربي فرصاً ويضيع عليه بعضاً من حقوقه .
وقد أعدت المنظمة العربية للتنمية الزراعية هذه الدراسة بمساهمة خبراء متميزين
من الوطن العربي يعملون في مجال الموارد الوراثية النباتية في بلدانهم وفي المجال
التنسيقي العربي قصد إعطاء صورة مختصرة عن حالة الموارد الوراثية النباتية للأغذية
والزراعة في الدول العربية والعمل القائم للمحافظة عليها وتطويرها والانتفاع بها مع
الحفاظ على حقوق الدول والجماعات والأفراد داخل هذه الدول . وتهدف الدراسة أيضاً إلى توعية المسؤولين والمهتمين والمنتفعين في البلدان العربية بالأخطار المحدقة بمواردهم الوراثية النباتية وضرورة صيانتها والحفاظ عليها وعلى حقوقهم عليها ، وضرورة التعامل الايجابي مع الاتفاقيات الدولية ذات الصلة بما يضمن مصالح الدول العربية والوطن العربي ككل .
وقد وضعت هذه الدراسة أيضاً تصوراً لعمل عربي مشترك للتنسيق والتعاون في
مجال الحفاظ على الموارد الوراثية النباتية للتغذية والزراعة في الوطن العربي وترشيد
تدبيرها ، مع ابراز الدور الذي يمكن أن تقوم به المنظمة العربية للتنمية الزراعية
وشقيقاتها المؤسسات العربية الأخرى في هذا المجال . وتجدر الإشارة إلى أن المنظمة تعد حالياً دليلاً للتشريعات في مجال الموارد الوراثية النباتية في الوطن العربي لمساندة الدول على وضع تشريعاتها في أقرب وقت ممكن ربحاً للوقت وتفادياً لكل فراغ يمكن أن تنتج عنه بعض السلبيات .
-------------------
فهرس الكتاب :
------------------
-----------------------------
ليست هناك تعليقات: