دكتور/ محمد طناني
كلية العلوم - جامعة الأزهر
القاهرة
الكتاب يشتمل على مفهوم وطرق المكافحة المختلفة وطرق وأساليب المكافحة الحيوية مع مميزاتها وسلبياتها, ويشتمل بالتفصيل على كل من المتطفلات والمفترسات المختلفة, كما أضاف الفقاريات المفترسة والأسماك وكذلك الطيور والثديات آكلات الحشرات, وكما أضاف المسببات المرضية للحشرات وهى البكتيرية والفطرية والفيروسية والنيماتودا والبروتوزوا, مع أمثلة لاستخدامات كل منها... مع ذكر الطرق العملية في استخدام كل ما سبق في المكافحة البيولوجية... ويعد هذا الكتاب مرجعا لا غنى عنه لمن يعمل بالمكافحة الحيوية, ومكافحة الآفات عموما, لما فيه من الفائدة العظيمة والمرجوة منه. كما يعد مرجعا للدارسين في كليات العلوم والزراعة "تخصص الحشرات" أو "وقاية النباتات"
ظهرت الحشرات وانتشرت انتشارا واسعا علي سطح الأرض قبل أن تطأها قدم الإنسان بزمان طويل, وبعد أن استقر الإنسان وتكاثرت أعداده, وبعد أن كانوا يأكلون ما يطيب لهم من نبات الأرض, أخذ البشر في توسيع رقعة المزروعات والمحاصيل, ثم شغلت حماية هذه المحاصيل ضد هجمات الحشرات الضارة والآفات الأخرى مساحة كبيرة من تفكيره ونشاطه. وعليه, فإن المكافحة الحيوية للآفات الحشرية ليست حديثة عهد, إذ تتعدى جهود العلماء المائة عام تقريبا, إلا أن اهتمامهم بها يتزايد تزايدا ملحوظا في الفترة الأخيرة, وذلك لسببين, أولهما ما نشر عن نجاحاتها الكبيرة مما شجع العاملين في مجال مكافحة الآفات للاستمرار في جهودهم, والسبب الثاني هو تصاعد (Toxins) الاهتمام بتدهور وتلوث البيئة نتيجة الإسراف في المواد السامة لمكافحة الآفات الزراعية واستخدامها غير الرشيد.. ولقد بدأ الإنسان بتطوير طرق مكافحة الآفات التي تنافسه على الغذاء خلال القرن الميلادي الماضي بشكل واسع, فقد ظهرت في البداية مجموعة المركبات اللاعضوية, ومنها مركبات الزرنيخ والمركبات ذات الأصل النباتي )مثل: الروتينون – النيكوتين البارثرين(. ثم استخدمت الغازات السامة )مثل: سيانيد الهيدروجين( لتدخين الأشجار, وبنفس الوقت ظهرت الزيوت المعدنية القطرانية منها والبترولية. ثم استخدمت في العشرينات من القرن الماضي مركبات الفينولات, وبعد الحرب العالمية الثانية ظهرت المركبات الجديدة الصناعية )مثل: المركبات الكلورية العضوية والمركبات الفوسفورية العضوية(, وقد بدا للعاملين في مجال مكافحة الآفات أن هذه المبيدات قد حققت نجاحات ملحوظة في المكافحة المطلوبة...
-----------------------
-------------------------------------
ليست هناك تعليقات: