5:23 ص
علم الحشرات
كتاب : المجتمعات الحشرية
المؤلف :هارولد باستن
ترجمة : محيى محمد إبراهيم
مراجعة : محمود حافظ
الناشر : وكالة الصحافة العربية
الطبعة : الاولى
عدد صفحات الكتاب : 211 صفحة
هناك نظرية طريقة لم تثبت صحتها بعد، تقول أن الإنسان والحشرات كليهما يرجع أصله إلى طائفة المخلوقات التي تعرف عادة بالمفصليات، وذلك لأنها تتركب من حلقات أو عقل كثيرة متشابهة مرتبة في سلسلة منتظمة من الأمام إلى الخلف.
بيد أن هناك فروقاً جوهرية واضحة بين الإنسان والحشرات بوضعها المعر وف لنا الآن؛ فالإنسان له عمود فقرى في حين أن الحشرات ليس لها ما يماثله، وكذلك يختلف فيهما موضع كل من الحبل العصبى الرئيسي والعضو الأساسي للجهاز الدورى بالنسبة إلى محور الجسم، ولكن ما يجدر ذكره أننا إذا أخذنا نوعا من الحيوانات اللافقارية الراقية نوعا مثل الإستكواز أو الصرصور ثم قلبناه ظهراً لبطن فإننا بذلك ننقل حبله
العصبي إلى الجانب العلوي والقلب إلى الجانب السفلي، وهما الوضعان
اللذان تجدهما عليهما في الحيوان الفقاري. ولهذا السبب فإنه يبدو ممكنا على الأقل أن تكون الحيوانات الفقارية قد تطورت من أحد الأسلاف من تلك الديدان الحلقية المائية التي اعتادت أن تسبح على ظهورها، ومهما يكن فإن هذا لا يعدو أن يكون
مجرد تخمين. فالإنسان والحشرات في عصرنا الحالي ليس بينهما من أوجه الشبه إلا القليل فيما عدا أنهما من الكائنات الحية. ومع ذلك فإن تشابها غريباً يمكن تتبعه بين عادات الإنسان المتمدن واقتصادياته وبين مثيلاتها في الحشرات الاجتماعية؛ فالجماعات في كلا الحالين منظمة ولكن بطرق متباينة حتى يمكنها مجابهة الأخطار التي تهددها دائما بسبب ازدياد عدد السكان والموت جوعا. ومما يمكن برهانه أن الحشرات قد أحرزت النجاح الأكبر في هذه النواحى؛ فنظمها اشتراكية متطرفة متعصبة بكل المفهوم الحديث لهذه الكلمة؛ فرفاهية الأفراد تخضع بقسوة لمصلحة المجتمع في
مجموعة التي لها المكانة الأولى، فالتناسل محصور في أنثى واحدة أو عدد قليل من الإناث تعرف عادة "بالملكات" وجميع السكان بعد ذلك لا هي بالذكور ولا بالإناث، بل هي "أفراد عقم" تتوقف رفاهية المسكن على نشاطها في البناء ورعاية الصغار والبحث عن الغذاء وما إلى ذلك. والأنواع الاجتماعبة من النحل والزنابير والنمل تتحمل وجود الذكور في أعداد صغيرة ولفترات قصيرة على أنها وسيلة للإخصاب فقط.
أما بين النمل الابيض فأفراد الجنس التي لا تلزم لأغراض التوالد تحول إلى
أفراد عقم من الجنود والشغالة. وسوف تعالج الفصول التالية هذه الأمور، وكذلك كيفية ظهور هذه الحشرات إلى الوجود وأسبابه. ولكن كمقدمة لذلك يجب أن نذكر أولا
شيئا عن ترطيب الحشرات وتكوينها بصفة عامة وكذلك الطرق المختلفة لمعيشتها.. ولكون الحشرة البالغة مفتقرة إلى سلسلة الظهر فإنها مزودة بقشرة خارجية صلبة هي الهيكل الخارجي الذي تفرزه الخلية الحية لطبقة الجلد الحقيقي أو الأدمة. وهي بذلك تحمي أنسجة الجسم الرخوة وتدعمهاكما أنها تزود العضلات بنقطة اتصال داخلية.
وبخلاف صفة التعقيل في السلسلة الظهرية نجد أن الحيوانات الفقارية البالغة بما فيها الإنسان قد فقدت جل ما يربطها بأسلافها التصوريين الذين يشبهون الدود. ومن جهه أخرى فإن الحشرات لا تزال تحتفظ بتركيب مفصلي معين رغم أن العقل التي كانت أصلا منفصلة قد تداخل بعضها في البعض بطريقة خاصة فينتج عن ذلك انقسام الجسم إلى ثلاثة أجزاء هي: الرأس، والصدر، والبطن.
ويلاحظ دائما في الرأس، وغالبا في الصدر، أن العقل المكونة لها قد اتحدت تماما مع بعضها البعض حتى أن خطوط انفصالها قد اختفت تقريبا، أما البطن الذي يظل سهل الانثناء عادة تميز العقل فيه بسهولة ويبدو أن السلف السابق مباشرة للحشرات في تطورها الارتقائى قد اختلف عن الديدان الأسطوانية الأقل تطوراً في أن كلا من حلقاتها تحمل زوجا في أعضاء الحركة التي كانت في أول الأمر على شكل شعور أو شويكات، ولكنها في الأنواع الأكثر رقياً قد أصبحت أطرافا مفصلية.
----------------------
محتويات الكتاب :
- الفصل الأول .. الإنسان والحشرات ........................ 5
- الفصل الثاني .. الحشرات التجمعية ....................... 25
- الفصل الثالث .. الحشرات كآباء ......................... 47
- الفصل الرابع .. الزنابير الاجتماعية وعاداتها ............... 79
- الفصل الخامس .. تربية النحل الطنان ................... 107
- الفصل السادس .. النحل غير اللاسع وتحمل الخلايا ..... 125
- الفصل السابع .. النمل ................................ 151
- الفصل الثامن .. النمل الأبيض ......................... 187
- الفصل التاسع .. الحشرات الاجتماعية كحيوانات مدللة . 201
-----------------------
--------------------------------------------
ليست هناك تعليقات: