4:06 م
كتب الزراعة -
وقاية النبات
كتاب : الدفاعات الزراعية (الحجر الزراعي)
تأليف : دكتور مصطفى نزار الملاح
استاذ متمرس / جامعة الموصل
قديماً كان يطلق على ارض ما بين النهرين (العراق) بأرض السواد اشارة الى كثافة الزراعة والغطاء النباتي الكثيف الذي يغطي اراضيه. وتشير كتب التاريخ الى وجود أكثر من ثلاثين ألف نهر (قناه) تروي اراضيه اشارة الى ان المهنة الرئيسية لأهل العراق هو الزراعة. فما الذي احال ارض السواد الى اراضي قاحلة تشكو الجفاف وارتفاع الملوحة واين ذهبت قنوات الري تلك؟ ولماذا أصبح العراق بلدا مستورداً للمنتجات الزراعية بعد ان كان مصدرا لها؟
بالتأكيد ان هناك عوامل كثيره تقف وراء هذا التراجع ولعل من اهمها الحرب الزراعية الجفية وغير المعلنة التي تشنها العديد من دول العالم لتسويق منتجاتها الزراعية الفائضة عن حاجتها وذلك من خلال اتباعها للعديد من الاساليب الخفية والمعلنة لإبقاء العراق دولة مستهلكة ومستوردة للمنتجات الزراعية.
ان احدى وسائل او أسلحة الحرب الزراعية هو الانضمام الى اتفاقية التجارة الحرة ومقايس الجودة التي اوقعت العراق والكثير من دول العالم الثالث في فخ استيراد المنتجات الزراعية رخيصة الثمن والتي تمنع مزارعينا من انتاجها لرخص ثمنها وان الانتاج المحلي لها يعني الخسارة. وإذا اضفنا الاساليب الخفية التي تعتمدها تلك الدور لتدمير الزراعة الوطنية فسنجد أنفسنا امام حرب زراعية مستعرة. ان تجاوز وتجنب هذا الحرب يتطلب منا ان تكون لنا دفاعاتنا الزراعية الفاعلة. لتصنع من جديد زراعة عراقية مزدهرة. ان الحجر الزراعي يمثل الخط الدفاعي الأول لمنع دخول الآفات الدخيلة بطريقة عفوية او متعمدة لمهاجمة المحاصيل الزراعية ومنتجاتها.
--------------------
--------------------------------------
ليست هناك تعليقات: